فصل: أحاديث الخصوم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث الخصوم

حديث جابر أنه عليه السلام لم يصل على قتلى أحد، رواه البخاري رضي اللّه عنه‏.‏

- وحديث آخر‏:‏ أخرجه أبو داود ‏[‏أبو داود في ‏"‏باب الشهيد يغسل‏"‏ ص 91 - ج 2، والترمذي في ‏"‏باب ما جاء في قتلى أحد‏"‏ ص 121، وقال‏:‏ حسن غريب، والدارقطني في ‏"‏السير‏"‏ ص 474، والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 365 - ج 1، كلهم عن أسامة‏.‏‏]‏ من طريق ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد الليثي، أن ابن شهاب أخبره أن أنس بن مالك رضي اللّه عنه حدثه أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم، انتهى‏.‏

قوله‏:‏ وقد صح أن حنظلة لما استشهد جنبًا غسلته الملائكة، قلت‏:‏ روى من حديث ابن الزبير، ومن حديث ابن عباس، ومن حديث محمود بن لبيد‏.‏

فحديث ابن الزبير رضي اللّه عنهما‏:‏ أخرجه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الثامن، من القسم الثالث‏.‏ والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏[‏المستدرك‏"‏ ص 204 - ج 3، ومن طريقه البيهقي‏:‏ ص 150 - ج 4‏.‏‏]‏ في ‏"‏كتاب الفضائل‏"‏ من طريق ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللّه بن الزبير عن أبيه عن جده، قال‏:‏ سمعت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، يقول، وقد قتل حنظلة بن أبي عامر الثقفي‏:‏ ‏"‏إن صاحبكم حنظلة تغسله الملائكة، فاسألوا صاحبته، فقالت‏:‏ خرج، وهو جنب لما سمع الهائعة ‏[‏الهائعة، كذا في ‏"‏المستدرك - والسيرة‏"‏ لابن هشام‏.‏ والبيهقي، وفي السهيلي‏:‏ الهاتفة، وفي ‏"‏التلخيص‏"‏ الهاتف‏.‏‏]‏ فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏لذلك غسلته الملائكة‏"‏، انتهى‏.‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط مسلم، انتهى‏.‏ وليس عنده ‏[‏قوله ليس عنده، لا أدري ما المراد، لأن السؤال عن الصحابة موجود في الحديث‏]‏‏:‏ فاسألوا صاحبته، إلى آخره، قال السهيلي في ‏"‏الروض الأنف‏"‏‏:‏ وصاحبته هي زوجته، جميلة بنت أبيّ ابن سلول، أخت عبد اللّه بن أبيّ، وكانت قد ابتنى بها تلك الليلة، فرأت في منامها، كأن بابًا من السماء فتح، فدخل، وأغلق دونه، فعرفت أنه مقتول من الغد، فلما أصبحت دعت برجال من قومها، وأشهدتهم أنه دخل بها، خشية أن يقع في ذلك نزاع، ذكره الواقدي، وذكر غيره أنه وجد بين القتلى، يقطر رأسه ماءً، تصديقًا لقول رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وبهذا الخبر تعلق من يقول‏:‏ إن الشهيد يغسل إذا كان جنبًا، انتهى‏.‏ وهذا الذي نقله عن الواقدي صحيح، نقله ابن سعد عنه في ‏"‏الطبقات - في ترجمة حنظلة‏"‏ ‏[‏لم أجد في ‏"‏الطبقات‏"‏ ترجمة حنظلة بن أبي عامر، واللّه أعلم‏]‏، وزاد‏:‏ وقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض، بماء المزن، في صحاف الفضة‏"‏، قال أبو أسيد الساعدي‏:‏ فذهبنا إليه، فوجدناه يقطر رأسه ماءً، فرجعت، فأخبرت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأرسل إلى زوجته، فذكرت أنه خرج، وهو جنب، انتهى‏.‏ ولفظ الواقدي في ‏"‏كتاب المغازي‏"‏، قال‏:‏ وكان حنظلة بن أبي عامر، تزوج جميلة بنت ‏[‏كذا في ‏"‏الطبقات‏"‏ ص 279 - ج 8 ‏"‏يعني جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ ابن سلول‏"‏ بخلاف ما عند السهيلي‏.‏‏]‏ عبد اللّه بن أبيّ ابن سلول، ودخل عليها ليلة قتال أحد، بعد أن استأذن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأصبح جنبًا، وأخذ سلاحه، ولحق بالمسلمين، وأرسلت إلى أربعة من قومها، فأشهدتهم أنه قد دخل بها، فسألوها، فقالت‏:‏ رأيت في ليلتي، كأن السماء فتحت، ثم أدخل، وأغلقت دونه، فعرفت أنه مقتول من الغد، وتزوجها بعده ثابت بن قيس، فولدت له محمد بن ثابت بن قيس، فلما انكشف المشركون، اعترض حنظلة لأبي سفيان، يريد قتله، فحمل عليه الأسود بن شعوب بالرمح، فقتله، وقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة ابن أبي عامر بين السماء والأرض، بماء المزن، في صحاف الفضة‏"‏، قال أبو أسيد الساعدي‏:‏ فذهبنا، فنظرنا إليه، فإِذا رأسه يقطر ماءً، قال أبو أسيد‏:‏ فرجعت إلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأخبرته، فأرسل إلى امرأته، فسألها، فأخبرته أنه خرج، وهو جنب، انتهى‏.‏

وأما حديث ابن عباس‏:‏ فرواه الطبراني في ‏"‏معجمة‏"‏ من حديث شريك ‏[‏أخرج الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 195 - ج 3 عن ابن عباس، قال‏:‏ قتل حمزة رضي اللّه عنه جنبًا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ غسلته الملائكة، قال‏:‏ صحيح، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي في ‏"‏مختصره‏"‏ فقال‏:‏ معلى بن عبد الرحمن الواسطي هالك، اهـ، وابن سعد في ‏"‏الطبقات‏"‏ ص 9 - ج 3 - الجزء الأول - أخبرنا محمد ابن عبد اللّه الأنصاري حدثني أشعث، قال‏:‏سئل الحسن أيغسل الشهداء‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة، اهـ‏.‏‏]‏ عن الحجاج ‏[‏قال الحافظ في ‏"‏التلخيص‏"‏ ص 59‏:‏ في إسناد الطبراني حجاج، وهو مدلس‏.‏‏]‏ عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، قال‏:‏ أصيب حمزة بن عبد المطلب، وحنظلة ابن الواهب، وهما جنبان، فقال النبي عليه السلام‏:‏ ‏"‏إني رأيت الملائكة تغسلهما‏"‏ انتهى‏.‏ ورواه البيهقي في ‏"‏سننه ‏[‏البيهقي‏:‏ ص 15 - ج 4، وقال‏:‏ أيو شيبة ضعيف‏.‏‏]‏‏"‏ من حديث أبو شيبة عن الحكم به، نحوه، والسندان ضعيفان، وخبر حمزة ذكره الواقدي رحمه اللّه في ‏"‏المغازي‏"‏، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ رأيت الملائكة تغسل حمزة، لأنه كان جنبًا ذلك اليوم، ولم يغسل الشهداء، وقال‏:‏ لفوهم بدمائهم، وجراحهم، فإنه ليس أحد يجرح في اللّه، إلا جاء يوم القيامة، وجرحه يثعب دمًا، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، انتهى‏.‏

وأما حديث محمود بن لبيد‏:‏ فرواه ابن إسحاق في ‏"‏المغازي ‏[‏ورواه البيهقي في ‏"‏السنن‏"‏ ص 15 - ج 4 عن ابن إسحاق عن عاصم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، الحديث، وقال‏:‏ مرسل، وذكره ابن هشام في ‏"‏السيرة‏"‏ ص 133 - ج 2، بلا إسناد‏.‏‏]‏‏"‏ حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏إن صاحبكم ‏"‏يعني حنظلة ابن أبي عامر‏"‏ لتغسله الملائكة، فاسألوا أهله ما شأنه‏؟‏‏"‏ فقالت‏:‏ إنه خرج، وهو جنب حين سمع الهائعة، انتهى‏.‏ ومن طريق ابن إسحاق، رواه أبو نعيم في ‏"‏الحلية - في ترجمة أصحاب الصفة‏"‏، وذكره ابن هشام في ‏"‏السّيرة - في غزوة أحد‏"‏ من قول ابن إسحاق، لم يسنده إلى محمود بن لبيد، إلا أنه قال حين سمع الهائعة، قال‏:‏ ويقال‏:‏ الهائعة، والهيعة‏:‏ وهي الصوت الشديد عند الفزع، قال‏:‏ ومنه الحديث‏:‏ ‏"‏خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه، إذا سمع هيعة طار إليها‏"‏، انتهى‏.‏ وأحمد مع أبي حنيفة رضي اللّه عنهما، في الجنب يغسل، ومالك‏.‏ والشافعي رضي اللّه عنهما، مع الصاحبين رحمهم اللّه‏.‏

وأما المرسل‏:‏ فرواه الإِمام قاسم بن ثابت السرقسطي في ‏"‏آخر كتابه - غريب الحديث‏"‏ حدثنا عبد اللّه بن علي حدثنا محمد بن يحيى حدثنا إبراهيم بن يحيى حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير، قال‏:‏ خرج حنظلة بن أبي عامر رضي اللّه عنه مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقد واقع امرأته فخرج، وهو جنب لم يغتسل، فلما التقى الناس لقي حنظلة، أبو سفيان ابن حرب، فحمل عليه، فسقط أبو سفيان عن فرسه، فوثب عليه حنظلة، وقعد على صدره يذبحه، فمر به جعونة بن شعوب الكناني، فاستغاث به أبو سفيان، فحمل على حنظلة، فقتله، وهو يرتجز، ويقول‏:‏ -

لأحميّنَّ صاحبي ونفسي * بطعنة مثل شعاع الشمس‏.‏ انتهى‏.‏

وقوله‏:‏ وشهداء أحد ماتوا عطاشًا، والكأس تدار عليهم، خوفًا من نقصان الشهادة، قلت‏:‏ روى البيهقي في ‏"‏شعب الإِيمان‏"‏ في الباب الثاني والعشرين منه، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان أنا عبد اللّه بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عثمان حدثنا عبد اللّه بن المبارك حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسنين ‏[‏هكذا في نسختي ‏"‏الدار‏"‏ وكان قبله في المطبوع ‏"‏حسين‏"‏ وفي بعض النسخ ‏"‏حنين‏"‏ ولعل الذي أدرجناه الآن في الصلب هو الصحيح ‏"‏البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏، حدثني ابن سابط‏.‏ وغيره عن أبي جهم بن حذيفة العدوي، قال‏:‏ انطلقتُ يوم اليرموك أطلب ابن عمي، ومعي شنة من ماء، فقلت‏:‏ إن كان به رمق سقيته من الماء، ومسحت به وجهه، فإذا به ينشع ‏[‏في ‏"‏أقرب الموارد‏"‏ نشع الرجل نشوعًا‏:‏ كرب من الموت، ثم نجا، ونشعًا‏:‏ شهق‏.‏ ولعل الثاني هو المراد ‏"‏البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏، فقلت‏:‏ أسقيك‏؟‏ فأشار‏:‏ أن نعم، فإذا رجل، يقول‏:‏ آه فأشار ابن عمي‏:‏ أن انطلق به إليه، فإذا هو هشام بن العاص، أخو عمرو بن العاص، فأتيته، فقلت‏:‏ أسقيك‏؟‏ فسمع آخر، يقول آه، فأشار هشام‏:‏ أن انطلق به إليه، فجئت، فإذا هو قد مات، فرجعت إلى هشام، فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمي، فإذا هو قد مات، انتهى‏.‏ وحدثنا أبو عبد اللّه الحافظ أنا أبو الحسن العمري ‏[‏في نسخة - الدار - ‏"‏المعمري‏"‏ ‏"‏البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏ حدثنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد ابن عبد اللّه الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حدثني حبيب بن أبي ثابت، أن الحارث بن هشام‏.‏ وعكرمة بن أبي جهل‏.‏ وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء يشربه فنظر إليه عكرمة، فقال‏:‏ ارفعوه إلى عكرمة، فرفعوه إليه، فنظر إليه عياش، فقال عكرمة‏:‏ ارفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عياش، ولا إلى أحد منهم، حتى ماتوا وما ذاقوا، انتهى‏.‏ وهذا رواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ حدثنا موسى بن زكريا التستري حدثنا شباب العصفري حدثنا أبو وهب السهمي عن أبي يونس القشيري به سندًا ومتنًا‏.‏

قوله‏:‏ روى أن عليًا رضي اللّه عنه‏.‏ لم يصل على البغاة، قلت‏:‏ غريب، وذكر ابن سعد في ‏"‏الطبقات‏"‏ ‏[‏ابن سعد في ‏"‏الطبقات‏"‏ ص 21 - ج 3 - القسم الأول - ملتقط‏]‏ قصة أهل النهروان، وليس فيها ذكر الصلاة، ولفظه‏:‏ قال لما كان بين علي ومعاوية رضي اللّه عنهما ما وقع - بصفين - في صفر، سنة سبع وثلاثين، ورجع علي رضي اللّه عنه، إلى الكوفة‏:‏ خرجت عليه الخوارج من أصحابه، وعسكروا بحروراء، فلذلك سموا الحرورية، فأرسل إليهم عبد اللّه بن عباس فخاصمهم، وحاجهم، فرجع منهم كثير، وثبت آخرون على رأيهم، ثم ساروا إلى النهروان، فعرضوا للسبيل، وقتلوا عبد اللّه بن خباب بن الأرت، فسار إليهم علي رضي اللّه عنه، فقتلهم بالنهروان، وقتل منهم ذا الثدية، وذلك سنة ثمان وثلاثين، ثم رجع علي إلى الكوفة، فلم يزالوا يخافون عليه من الخوارج، حتى قتل رضي اللّه عنه، انتهى‏.‏